عباس ذوالقدری

عباس ذوالقدری
سایت قبلی 2baleparvaz.ir
کانال تلگرامی قبلی menbardigital@

امام صادق علیه السلام فرمود: مَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَ عَمِلَ بِهِ وَ عَلَّمَ لِلَّهِ دُعِیَ فِی مَلَکُوتِ السَّمَاوَاتِ عَظِیماً فَقِیلَ تَعَلَّمَ لِلَّهِ وَ عَمِلَ لِلَّهِ وَ عَلَّمَ لِلَّهِ (الکافی، ج‏1، ص: 36) یعنی: هر که براى خدا علم را بیاموزد و به آن عمل کند و به دیگران بیاموزد در ملکوت آسمانها عظیمش خوانند و گویند: آموخت براى خدا، عمل کرد براى خدا، تعلیم داد براى خدا.

امیرالمومنین علی علیه السلام فرمود: مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلنَّاسِ إِمَاماً فَلْیَبْدَأْ بِتَعْلِیمِ نَفْسِهِ قَبْلَ تَعْلِیمِ غَیْرِهِ وَ لْیَکُنْ تَأْدِیبُهُ بِسِیرَتِهِ قَبْلَ تَأْدِیبِهِ بِلِسَانِهِ وَ مُعَلِّمُ نَفْسِهِ وَ مُؤَدِّبُهَا أَحَقُّ بِالْإِجْلَالِ مِنْ مُعَلِّمِ النَّاسِ وَ مُؤَدِّبِهِمْ (نهج البلاغه، حکمت 73)
یعنی: کسی که خود را رهبر و امام مردم قرار داد باید قبل از تعلیم دیگران به تعلیم خود پردازد و پیش از آنکه به زبان تربیت کند، به عمل تعلیم دهد. و آن که خود را تعلیم دهد و ادب کند، به تعلیم و تکریم سزاواراتر است از آن که دیگری را تعلیم دهد و ادب آموزد.

باسمه تعالى و له الحمد

إلى سماحة الاستاذ المفضال السید حسن الأمین المحترم، دامت برکاته الوافرة- من العبد حسن الطبرى الآملى المدعوّ بحسن‏زاده الآملی، و الملقب من لسان استاذه العلم الآیة العلامة الشعرانی بنجم الدین؛ مع مزید الشکر و خالص الدعاء و التحیات، معترفا بأن مثلی لا یلیق بأن یذکر فى عداد مشایخ العلم و العمل، و یعدّ فى زمرة سنام أرباب اللوح و القلم، غیر أن امتثال أمر جنابکم أوجب علىّ أن أجرأ على ما تحرّره یداى فى ترجمانی، فأقول منفعلا:

ولدت آخر سنة 1307 ه ش، فى بیت الإیمان و التقوى- و المرجوّ أن یکون فى ظل عنایة بیوت أذن اللّه أن ترفع و یذکر فیها اسمه- من والد کریم موقن الهیّ، و والدة مؤمنة زکیّة صدّیقة جدّا. فربّیت فی حجرها حجر الولایة و الدّرایة و الطهارة؛ و ارتضعت من ثدیها ثدى المعرفة و الإخلاص و الصداقة. و إنّی على یقین بأنّ ما فاض علىّ من برکات ربّی سبحانه، أنما کان بما ربّانی هو تعالى فى ذلک الحجر العفیف، و رزقنی من ذلک الثدى الشریف. فله- تعالى شأنه- الشکر على ما أحسن و اکرم و أجاد و أنعم. و قد أشرت إلى تلک الموهبة الجسیمة البهیّة فى قصیدتى التائیة بقولی:

و لست أرى غیر النّبیّ و آله‏

 

إلیه تعالى شأنه من وسیلة

و من ثدی أمّی قدّس اللّه سرّها

 

شربت حمیّا حبّهم بدء رضعتی‏

     

نعم إنّ اللبن هو عصارة خلق المرضعة و خلقها، و تأثیره فى الطفل خلقا و خلقا ممّا لا یعتریه شوب ریب. و علیه براهین عقلیة، و أدلّة طبیّة معاضدة بالمأثورات الصادرة من بیت العصمة و الوحی. قال الوصیّ أمیر المؤمنین علیّ- علیه السلام-:

انظروا من ترضع أولادکم فإنّ الولد یشب علیه.

و قال إمامنا باقر علوم النبیّین- علیه السلام-: استرضع لولدک بلبن الحسان و إیاک و القباح فإنّ اللبن قد یعدّى.

و قال علیه السلام ایضا: علیکم بالوضاء من الظئورة فإنّ اللبن یعدّى.

نقلنا الروایات الثلاث من الجامع الوافى للفیض- رضوان اللّه تعالى علیه- «الوافى» ج 12، ص 208، الرحلى.».

و من کلمات الشیخ الرئیس السامیة فى تدبیر الرضاع و إرضاع الطفل و شرائط المرضعة ما نمّقه فى الفصل الثانی من الفن الثالث من التعلیم الأول من القانون فى الطّبّ من:

أنّ کیفیة إرضاع المولود و تغذیته، یجب أن یرضع ما أمکن بلبن أمّه فإنّه أشبه الأغذیة بجوهر ما سلف من غذائه و هو فى الرحم أعنى طمث أمّه فإنّه بعینه هو المستحیل لبنا و هو أقبل لذلک و آلف له حتّى أنه قد صحّ بالتجربة أن إلقامه حلمة ثدى أمه عظیم النفع جدّا فى دفع ما یؤذیه.- إلى أن قال: و أما شرائط المرضع فالأحسن أن یکون ما بین خمس و عشرین سنة إلى خمس و ثلاثین سنة فإن هذا هو سنّ الشباب و سنّ الصحة و الکمال. و أما فى أخلاقها فأن تکون حسنة الأخلاق محمودتها، بطیئة من الانفعالات النفسانیة الردیة من الغضب و الغم و الجبن و غیر ذلک فان جمیع ذلک یفسد المزاج و ربما أعدى بالرضاع و لهذا نهى رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و آله- عن استظئار المجنونة «القانون فی الطبّ» ص 97، الطبع الحجرى.».

على أن اللّه سبحانه قال فى کتابه الکریم: وَ نَفَخَ فِیهِ مِنْ رُوحِهِ‏ « سورة السجدة10»، و نحوها من آیات أخرى، و الأمر البیّن أن ذلک النفخ الإلهى جار من الأمّ فى الرحم و الجنین فیتأثر النفخ و یتّصف بصفاتها و أحوالها. فللوالدین أهمیّة شأن فى کیفیة ذلک النفخ و اتصافه بأوصافهما، فهما دخیلان کأنّهما شریکان فیه.

ثم کما أشار الشیخ فى الرابع من تعلیم الفن المذکور إلى سنة سنیئة من أن الصبى إذا أتى علیه من أحواله ستّ سنین فیجب أن یقدم إلى المؤدب و المعلم؛ فعلى هذه السیرة الحسنة العقلانیة أدرکت المکتب عند معلم روحانى و قد بلغت ستّ سنین. فتعلّمت عنده القراءة و الکتابة فقرأت عدة الجزوات المکتبیة المتداولة فى المکاتب العصریة حتى تعلّمت القرآن الکریم بأسره جیّدا فی صغر سنّى.

و بعد ذلک أدرکت المدرسة الجدیدة الابتدائیة. و ما مضت إلّا سنتان و قد خوطبت الأمّ- علیها الرضوان- فی سنّ الشباب، بخطاب یا ایتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربک راضیة مرضیة، فقضت نحبها.

و فى الرابع عشر من سنّی قد أصابنی بارقة مشرقیة إلهیة، و شهاب قبس کان ملتمسى على اقتضاء عینی الثابتة من فضل ربّى، فترنّم السرّ عندئذ بما نطق به لسان الوحى: انى آنست نارا لعلّى آتیکم منها بقبس أو أجد على النار هدى. و البارقة کنور یسعى أمامى، و یهدینى الى کسب المعارف الإلهیة، و یرغّبنى کرة بعد کرة إلى التخلّق بالأخلاق الربوبیة، و یحرّضنى مرّة بعد مرة إلى التأدّب بالآداب الإنسانیة، و یحرّصنى برهة بعد برهة الى الفرار و الانزجار عن أناسى الزمان و رسومه الرذیلة الردّیة. و ذلک لأن الظلمات کانت فى الإیران غالبة فی ذلک الزمان، و العلماء باللّه‏کانوا کأسرى فى أغلال الجور و العدوان، و ما بقى من الإسلام إلا اسمه و من القرآن إلا رسمه، و کان المسلمون کعبید لا یملکون أنفسهم و لا یقدرون على شى‏ء و صار مملکة ایران على أقبح ما ینحوه اشباه الرجال و لا رجال، و على أفحش ما تریده أهواء النسوان اللّائی هى جنود الشیطان. و رأیت مساجد البلد- أعنى آمل- بعضها مملوءة بالقنّب و القطن و الکتان؛ و بعضها مربض الأغنام بل معلف الأنعام من الخیل و الحمیر و البغال. و ما کان ذلک کله إلّا مما عملته ید جانیة طاغیة ألا و هی ید الطاغوت و أبى الطاغوت رضاخان البهلوی عامل الأنگلیز. و لا أقسم بالذى هو عزیز ذو انتقام لأنّ ما صدر من قلم الراقم و نطق به فی ما جرى على الإسلام و المسلمین فى ایران، من إماتة المعارف الالهیة و إبادة أهلها و نهب الصحف العلمیة و الکتب القیمة و إغاره الذخائر النفیسة الرصینة المعنویة، على ید الطاغوت البهلوى و خلفه الطالح، لأقلّ قلیل من کثیر بل لم ینطق بمعشار منها.

و قد أو مأت التّائیة التى نوّهت بها بومیض من تلک البارقة، و أومضت بشر ذمة ممّا اقبلت على الراقم فى عنفوان شبابه من تلک الحال السنیّة، و أشارت إلى بعض مساوى ذلک الزمن الدیجور، و آداب أناسیه و دیدنهم على دین سلطان العدوان و الجور، و هى مایلى:

و قد أضرمت نار الصّبابة فی الصّبى‏

 

هدایا الجنون بین قومی و صبّتی‏

صبابة من قد کان سرّی سریره‏

 

فصاح بسرّی صیحة غبّ صیحة

و یا حبّذا نار المحبّة أحرقت‏

 

أنا نیّتی من جذبة بعد جذبة

فقد قادنی لطف الإله إلى الحمى‏

 

على صغری حمدا له من عطیّة

مطایا عطایاه نفوس تطهّرت‏

 

من أدناس الأرجاس بوهب و همّة

یوسّع رزق العبد ما کان طاهرا

 

بذاجاء نصّ من نصوص صحیحة

و لمّا بدت أنوار طوباه فى حماه‏

 

و قد طارت النفس الیه بسرعة

ترکت سواه لقیة من لقائه‏

 

و قد أکرم المعشوق نجح عزیمتی‏

هدانی إلى وادى الولایة بعدما

 

رمانی عن أوطانی و سکّان بلدتی‏

و لمّا رآنى لیس لى مونس سواه‏

 

ترحّم بی جاء أنیسا لغربتی‏

     

ترکت سواه فی هواه بلطفه‏

 

و فى الکسر جبران و فى الجبر لذّتی‏

و ما ذقت فی دهری من أنواع لذّة

 

فلا تعدل معشار أوقات خلوتی‏

مضى اللّیل فى النجوى و شکوى غریبه‏

 

و کان الصباح لمعة فوق لمعة

و فى لجّة اللّیل الذّکاء تلألأت‏

 

و قد جرت الأنهار من قلب صخرة

و قد نوّر الرّوح أنین لیالیا

 

و قد طهّر السّرّ دموع کریمتی‏

و نعم الأنین کان فى الدّهر مونسی‏

 

فصرت من أشباح الأناس بخیفة

أناس کنسناس وحوش بهائم‏

 

أضلّ من الأنعام دون البهیمة

و لو کشف عنک الغطاء لتبصر

 

سباعا ذئابا أو ضباعا بأیکة

على ما هدانا اللّه جلّ جلاله‏

 

له الحمد ثمّ الحمد من غیر فترة

     

و بالجملة أن تلک البارقة أخرجتنی من الظلمات إلى النور، حیث أضرم فى القلب محبّة تحصیل المعارف القرآنیة. فاستجزت الوالد- رضوان اللّه تعالى علیه- للورود إلى المدرسة الدینیة، فأجازنى مع شعف شدید، و بکاء عال بکاء شوق و بهجة و سرور. ثم بعد برهة جعل- یرحمه اللّه تعالى- ینصحنى و یعظنى فى أمری، و یوصینى بالصبر و الاستقامة و الاتّکال على اللّه المتعال، و الجدّ فى تحصیل الکمال.

فلمّا أقبل اللیل قمت فى السحر على نحو لم یکن احد فى البیت یطّلع على حالى فتوضّأت ثم أخذت دیوان الخواجة الحافظ الشیرازى و نادیته بسرّى و قلت له:

إنّ التفأل بدیوانک قد اشتهر فى الأصقاع و بلغ الأسماع، و انّی أهدی إلیک قراءة الفاتحة راجیا أن ترینى ما أرید فی أمری من حسن الخاتمة، فبعد قراءة الفاتحة فتحت الدیوان فاذا جاء غزل بهذا المطلع:

کنون که در کف گل جام باده صافست‏

 

به صد هزار زبان بلبلش در اوصافست‏

بخواه دفتر اشعار و راه صحراگیر

 

چه وقت مدرسه و بحث کشف کشّافست‏

به دُرد و صاف ترا حکم نیست دَم درکش‏

 

که هر چه ساقى ما ریخت عین الطافست‏

ببُر ز خلق و ز عنقا قیاس کار بگیر

 

که صیت گوشه‏نشینان ز قاف تا قافست‏

     

فهذه الأبیات قد زادتنى شوقا وافرا، و هیّجتنى إلى طلب المراد عاجلا سریعا.

و ممّا هو جدیر بالذکر أن تلک البارقة أشرقت من دوحة شجرة طیبة، و نفس نفس زکیّة، و إیماض عالم ربّانى ذى محاسن غریزة، و هو المیرزا ابو القاسم المشتهر بفرسیو ابن الملاباشى ابراهیم- رحمة اللّه علیهما- کان أعلم من فى بلدنا و أتقاهم و أزکاهم؛ و من اعلام علماء الدین حقا، و من أفاخم المجتهدین واقعا.

أدرک أساتذة الطهران و جهابذة الإصفهان فى عصره، ثم ارتحل الى حوزة النجف الأشرف فأخذ حظا وافرا بل أوفر من العلم عن مشایخ الحوزة و اعلامها: السید أبى الحسن الإصفهانى، و الآخوند الخراسانى، و المیرزا حسین النائینى و غیرهم.

و بالجملة أن فضائل ذلک الروحانى البطل، و محاسنه فى العلم و العمل، و سیرته فى التقوى، و کماله فى حسن الخط، و ما جرى علیه من ریب المنون و الدهر الخؤون من الطاغوت البهلوی ذات طول و عرض. و لکنّنى ما تلمذّت عنده لأنه قد قضى نحبه فى الأوان الأولى من اشتغالی بالدروس الروحانیة، إلّا أن له حقا عظیما إلیّ فى إیماض تلک البارقة القدسیة.

ثم قد ازدادت تلک البارقة اشتعالا و تأثیرا بما تفوّه هذا الروحانى النبیل المنوّه بذکره فی محفل علمی فى أمری؛ و ذاک أن علماء البلد کان لهم مجمع علمی یجتمعون فیه و یباحثون عن المسائل الفقهیة، و فی الیوم الثانی من ورودى فى المدرسة أخبرنى بعض الأجلّة من مجمعهم ذلک بأن المیرزا ابالقاسم قال الیوم فیک: إنى أرى أن هذا الشاب یصل إلى مقام شامخ عال. فحمدت اللّه سبحانه على هذا التبشیر.

و ما جرى علىّ فی أمری أنه بعد ما طرد عفریت الأبالیس، البهلوى الشریس إلى جزیرة موریس، کنت فى بلدنا آمل- بتوفیق اللّه سبحانه- أول من اقتحم فافتتح الورود فى المدرسة الروحانیة، و اشتعل فاشتغل بتحصیل العلوم الأصیلة الإنسانیة و اقتنائها للاعتلاء إلى فهم الخطاب الأحمدى، و الارتقاء الى الکشف التام المحمّدى- صلّى اللّه علیه و آله و سلم- ثم کثر طلاب العلوم بعد ذلک. و کان تاریخ ورودى فى المدرسة الروحانیة شهر مهر الفرس من شهور 1323 ه ش المطابق لشوّال المکرم من 1363 ه ق. و کان بلدنا آمل وقتئذ حافلا بعدة من العلماء کانوا من نماذج الفضل و التقوى کما کان من قدیم الدهر محتد العلم على ما یشهد به التاریخ، و الآملیّون فى التراجم و مصنفاتهم العلمیة و مدارسهم و مکاتبهم الدینیة.

و قد بذل هؤلاء الحجج الباهرة جهدهم فی تأدیبنا و تعلیمنا لئلا تندرس أعلام الهدى فى اللجج الغامرة. و الحرىّ أن أتبرّک بذکر أسامیهم السامیة و هم الآیات و الحجج: محمد الغروى، و عزیز اللّه الطبرسی، و ابو القاسم الرجائی، و الحاج الشیخ احمد الاعتمادی، و عبد اللّه الإشراقی- رضى اللّه تعالى عنهم و رضوا عنّا- و الغروى کان فقیها اصولیا مجتهدا فى الفقه و الاصول، و قد ادرک مشایخ علماء عصره فى آمل و الطهران و النجف، و کان من تلامذة الأعلام محمد کاظم الخراسانى صاحب الکفایة فى الأصول، و السید ابى الحسن الاصفهانى، و النائینی.

و کذلک الطبرسى المنوّه بذکره قد أدرک معارف البلاد الثلاثة المذکورة، و کان من المبرّزین فى منقبتى العلم و التقوى، و مدرسا حسن التدریس و التفهیم على الجدّ و الجدوى. و أدیبا أریبا بارعا. و کان حسن الخط و أخذت تعلیم الخط و آدابه منه.

و أول ما ابتدأوا بتعلیمنا کان رسالة اللغة المنظومة الموسومة ب نصاب الصبیان لأبى نصر الفراهی.

و الرسالة العملیة الفارسیة للآیة السید ابى الحسن الاصفهانی إذ کان مرجعا على الإطلاق فی ذلک الزمان. و رسالة الامثلة من کتاب جامع المقدمات. فتعلمنا النصاب و حفظناه کاملا فی أسابیع معدودة. و بلغ جامع المقدمات إلى العوامل فى النحو للملّا محسن، و الدرس یومئذ حول کانّ من الحروف المشبهة بالأفعال، و إلغائها عن العمل، و الشاهد علیها قول الشاعر:

و نحر مشرق اللون کأن ثدیاه حقّان‏

و لمّا تمّ الدرس جاء الناعی فى المدرسة فأخبر بوفاة الوالد- رحمة اللّه علیه-.

فتکفّلتنی بعد ذلک خالتى- رحمة اللّه تعالى علیها- و کانت أبرّ بی من والدىّ.

فوفّقنى اللّه سبحانه بادامة تحصیلى ست سنین فى بلدنا آمل. فقرأت قراءة فهم و درایة عند الأساتذة الذین تقدم ذکرهم: نصاب الصبیان، و جامع المقدمات، و شرح‏ السیوطى على الألفیة فى النحو و الصرف. و شرح الجامى على الکافیة فى النحو، و حاشیة الملّا عبد اللّه الیزدى على تهذیب التفتازانى فى المنطق، و کذا شرح القطب الرازی على شمسیة الکاتبی القزوینی فى المنطق، و شرح النظام على الشافیة فى الصرف، و المعالم للشیخ حسن بن زین الدین الشهید الثانى فى الأصول، و التبصرة للعلامة الحلّی فى الفقه، و المغنى فى النحو، و الشرائع للمحقق فى الفقه، و المطوّل فى المعانى و البیان و البدیع، و نبذة من شرح القوشجى على التجرید فى الکلام، و عدة کتب من شرح اللمعة للشهیدین فى الفقه، و القوانین للمحقق القمى الى العام و الخاص فى الأصول.

و کان الرسم المعهود أن یحفظ الطلاب- اعنى أن یقرأوا عن ظهر القلب- نصاب الصبیان و تهذیب المنطق و الفیة ابن مالک، فاقتفینا إثرهم فحفظنا الأولین بتمامهما و اکثر أبیات الألفیة. و کنت بحمد اللّه تعالى و حسن عنایته، موفقا بتدریس الکتب السالفة حین ارتقائى و اشتغالى بتعلم الصّحف الراقیة.

و بعد ست سنین من اشتغالى فى بلد آمل بتحصیل المعارف، هاجرت إلى الطهران فى یوم الأربعاء أول شهر شهریور الفرس 1329 ه ش المطابق للتاسع من ذى القعدة الحرام من شهور 1369 من الهجرة النبویة- على مهاجرها آلاف التحیّة و الصلوة و السلام- و بعد التعب الوافر آوانى ربّى فى مدرسة الحاج ابى الفتح- علیه الرحمة- الواقعة فى منتهى شارع الرّى من الطهران فتفألت باسم الفتح خیرا کأنّی بهذا الاسم کنت أترجّى فتوحات ربّى الفاتح- عزّ اسمه-. فقرأت باقى کتب شرح اللمعة و قوانین الأصول بأسرهما عند العالم الجلیل الحجة الآیة السید أحمد اللواسانى- رضوان اللّه تعالى علیه- و له علىّ حق مشکور فى التدریس و التعلیم، سیّما فى التحبیب و التألیف و الترحّم حیث کان فى سیرته معى کالوالد العطوف البارّ.

ثم حاولنا أن نقرأ رسائل الشیخ الأنصارى فى الأصول، و مکاسبه فى الفروع، و أن نشرع فى العلوم العقلیة و قراءة اللآلى المنتظمة فى المنطق و الحکمة المنظومة فى الحکمة المتعالیة و الفلسفة الإلهیة، فأدرکنا بعض المحافل الدرسیة فرأینا أن علماء بلدنا آمل کانوا أفضل منهم بمراحل، فألهمنی روعی بالرجوع إلى من هو بصیر بالعلماء و خبیر بهم، فتشرفت بمحضر آیة اللّه الحاج الشیخ محمد تقى الآملی و کان من کبار العلماء فى الطهران فحکیت له بما جرى علىّ من إدراک بعض المحافل الدرسیة و عدم ارتضائی بتلک الدروس الرائجة العادیة، فهو- رضوان اللّه علیه- حرّضنى جدّا بادراک محضر العلامة ذى الفنون آیة اللّه الحاج المیرزا ابى الحسن الشعرانی، و الحکیم الإلهى الحاج المیرزا مهدى الالهى القمشی. فتشرّفت عندهما و لکن کل واحد منهما اعتذر بکثرة المشاغل و المشاکل من التدریس و التصنیف و التحقیق و التصحیح و غیرها من الأمور العلمیة فأبى أن یتقبل لنا درسا آخر. و على هذا المنوال راجعت الیهما کرة بعد أخرى و کان الجواب الجواب. و کنت أحاضر فى تلک الفترة القلیلة محافل دروس أخرى مع عدم ارتضائى بها راجیا بما وعد اللّه سبحانه بقوله الکریم: لَعَلَّ اللَّهَ یُحْدِثُ بَعْدَ ذلِکَ أَمْراً. و بعد أیام عاودت أیضا إلى الأستاذ الالهى القمشی مع استحیاء و انفعال، فلمّا رأى أن شوقی الى الدرس فوق طوقی، استخبرنی هذه الکرّة عن بلدى و ارتحالى و مدّة اشتغالى بالتحصیل، و عن المدرسة التى فى الطهران کنت مقیما فیها، ثم استمهلنى عدة ایام أخر. فبعد مضیّها تفضّل بقبول تدریس الحکمة المنظومة للمتأله السبزوارى. و کان دروسنا عنده مطلقا فى بیته الشریف بعد العشائین اکثر من عشر سنین. فتعلّمنا عنده تفسیر القرآن الکریم، و الحکمة المنظومة بأسرها، و شرح المحقق الطوسى على اشارت الشیخ من النمط الرابع إلى آخره، و الثالث من اسفار صدر المتألهین فی الإلهیات بمعناها الأخص.

و بعد ما حصل المؤانسة و المعارفة فى محضره الأسنى، حکى لیلة بعد الدرس بما فعل فى غیابى لکی یطمئن و یستیقن فى حقى، فقال: إنّى لمّا رأیت إصرارک و إبرامک على التدریس جئت یوما إلى مدرسة الحاج ابى الفتح على حین غفلة منک، و سألت طلّاب المدرسة عن کیفیة دأبک و دیدنک فى فعالک و اشتغالک فکانوا لسانا واحدا ناصّا على حسن سیرتک و شدّة ولعک باقتناء المعارف و اکتساب العلوم. و مع ذلک بعد ما رجعت الى المنزل تفألت بالقرآن الکریم و أخذت استخارة فى قبول الدرس ففتحت المصحف العزیز فاذا هذه الکریمة قد تلألأت و واجهت: و ممّا رزقناهم ینفقون.

ثم اعتذر فى وجه الاحتیاط، و دقة الاختبار فى قبول الدرس بأنّ أکثر الهمم قاصرة عن الاستقامة على الطریقة و یقنعون فى العلم بأقل ما یکتفون به فى إمرار معاشهم.

اقول: و العجب أنه- رضوان اللّه تعالى علیه- لمّا تفضل بتدریس الحکمة المنظومة أعلمت کثیرا ممن کانوا ینتظرون ذلک، فاجتمع فى مجلس الدرس فى الأسبوع الأول عدد دهم جاوز الخمسین و فى الأسبوع الثانی بقیت أنا وحدی.

و من کلماته السامیة فى حقى أنه بشّرنى لیلة بعد الدرس بقوله الشریف:

«انک فى سبیل العلم تنال خیرا» فلمّا سمعت تلک البشارة منه أمّنت- اعنى قلت:

الهى آمین- ثم سألته عنها بأن سماحة الأستاذ بماذا یبشّرنى بذلک؟ فقال: بما ارى منک محلا من الأدب مع أساتیذک، و من التواضع عندهم.

و مما تفضّل به علىّ، هو تقریظه دیوان أشعاری بخطّه الشریف على مفتتحه و قد طبع مع الدیوان. و لما کان منشأ بالفارسیة رأیت الإضراب عن نقل مترجمه بالعربیة أولى. و کان هو رحمه اللّه تعالى شاعرا مفلقا مصقعا و له دیوان کبیر ضخیم قد طبع غیر مرة. و لعمری أن الأستاذ الإلهى القمشى کان ذا فضائل جمة فى شعوب الکمالات الروحانیة.

ثمّ فى أثناء تتلمذنا عند الأستاذ الإلهى فتح اللّه سبحانه بفضله و کرمه باب رحمته الأخرى الینا، و یسّر لنا الشرکة فى محضر معلّم العصر فخر العلم و مفخر الإسلام آیة اللّه العلیم العلام، العلامة ذى الفنون الاستاذ الأعظم الحاج المیرزا ابى الحسن الشعرانی- أفاض اللّه علینا من برکات انفاسه القدسیة النفیسة- و هذا البطل العلمی کان مفردا فی جمع العلوم. ما رأیت أحدا من علمائنا المعاصرین عدیلا له فى جمعه العلوم و إحاطته بها. کان أدیبا بارعا صاحب قلم رصین و قول ثقیل فى الفنون الادبیة من الفارسیة و العربیة، و عارفا بالسنة الفرنساویة و العبریة و الترکیة على الکمال، و بالانگلیزیة ایضا، على حدّ یقضى به وطره، و فقیها مجتهدا جامعا للشرائط الفقهیة على نحو کمالها، و فیلسوفا الهیا متبحّرا و حکیما متضلّعا فى الحکمة المتعالیة و المشائیة و الإشراقیة، و متخصصا فى العلوم الریاضیة سیّما فى‏ علم الفلک، و متطببا یدرّس شرح الأسباب و القانون للشیخ الرئیس. و مخترعا حاذقا اخترع بقریحته الطیارة الوقادة بعض الالات الرصدیة فى معرفة قبلة البلاد، و محدّثا خبیرا یعدّ من مشایخ حملة الروایة، و رجالیا حاذقا فى الدرایة و تمییز الثقات من الضعاف، و مفسّرا خرّیتا فى تفسیر القرآن الکریم و علم القراءات، و بالجملة عند ذکر جامعى العلوم و الفنون من علمائنا المعاصرین فهو الذى کان تثنّى علیه الخناصر، و آثاره الباهرة اصدق شاهد على ما اباحه القلم، على أن المرء مسئول فى أفعاله و أقواله. و مع تلک الفضائل کان زاهدا فى الدنیا و أهلها، و حریصا مولعا فى اکتساب المعارف و الحقائق لیالیه و نهره، ففى ذلک فلیتنافس المتنافسون.

و کنت زهاء ثلاث عشرة سنة تتلمذت له فأخذت عنه مایلى:

أما فى الفقه و الاصول: فرسائل الشیخ الأنصارى، و مکاسبه بتمامهما على التنقیب و التحقیق الکاملین. و فى أصول الفقه أیضا کفایة الآخوند الخراسانی. و فى الفقه ایضا عدة کتب من جواهر الکلام و هى کتب الطهارة و الصلوة و الخمس و الزکوة و الحجّ و الإرث منها، فى طول سنین. و ما اکتفى فى تدریسها على تفهیم ما فى سطوحها فقط، بل بذل جهده على طریق درس الخارج عن السطح أیضا على وجه التحقیق بالحقیق؛ إلى أن آمن و اطمأنّ بأنّى قادر على استنباط الفروع من الأصول فشرّفنی بتصدیقه منّة استنباطى و قوّة اجتهادى. و صفیحته المکرّمة المرقومة بخطّه المبارک فى ذلک التشریف موجودة محفوظة عندی، و سیأتى التبرک بذکرها و ذکر مرقومتها الأخرى أیضا.

و أما فى العلوم العقلیة فأکثر شرح المحقق الطوسى الخواجة نصیر الدین على اشارات الشیخ الرئیس. و کذلک أکثر أسفار صدر المتألهین. و هکذا أیضا عدة کتب من شفاء الشیخ الرئیس و هى کتاب النفس و کتاب النبات و کتاب الحیوان و بالجملة من کتاب النفس إلى آخر طبیعات الشفاء بأسرها. و قد قرأنا عدة من أنماط اشارات الشیخ بشرح الخواجة الطوسى مرّتین: مرة عند الاستاذ القمشى و مرة عند الاستاذ الشعرانی.

و أما فى تفسیر القرآن الکریم فقد قرأنا عنده تفسیر مجمع البیان لأمین الاسلام‏ الطبرسی من البدو إلى الختم کاملا من تفسیر سورة الفاتحة الى تفسیر سورة الناس بأسرها.

و أما فى التجوید و علم القراءات فشرح الشاطبیة المسمّى بسراج المبتدى و تذکار المقرئ المنتهى. و هو شرح العلامة الشیخ على بن القاصح العذری على القصیدة اللّامیة المنظومة للعلامة الشیخ قاسم بن فیره الرعینى الشاطبى فى علم القراءات.

و القصیدة خمس و سبعون و مائة و الف بیت کلّها بقافیة اللام فقط، مطلعها:

بدأت ببسم اللّه فى النظم أولا

 

تبارک رحمانا رحیما و موئلا

     

و مختمها:

و تبدى على أصحابه نفحاتها

 

بغیرتناه زربنا و قرنفلا

     

و کان شرح الشاطبیة من الکتب الدرسیة یقرأ فى العواصم العلمیة. و الأستاذ الشعرانی قد قرأه عند والده- قدس سرّه- و القصیدة منظومة على أسلوب خاص مشحون بکنوز رموز فى علم القراءات و معرفة القرّاء. و أوصی طالبى المعارف القرآنیة بالاکتناز عن هذه المواریث العلمیة.

و أما فى الطب فالقانونجة لمؤلفه محمد بن محمود الجغمینی، و کتاب شرح الأسباب من تألیفات نفیس بن عوض بن حکیم الطبیب، و تشریح کلیات القانون للشیخ الرئیس. و فى بدء الشروع من درس القانونجة وعظ موجزا بقوله المتین: ینبغى للعالم الدینی أن یکون عارفا بالتشریح و الطب حتى لایتوهم أنّ کلوته معلقة تحت ذقنه. على أنه یحتاج فى مسائل الدیات و القصاص و الحدود و أشباهها إلى العلم بالتشریح کثیرا.

و أما فی الدرایة و الرجال فدورة کاملة من رسالته قدس سرّه الشریف فى الدرایة و هى رسالة من مؤلفاته لم تطبع بعد «طبعت أخیرا فی مجلة «نور علم» العددین 50- 51.» و کذا دورة کاملة من جامع الرواة للأردبیلى- رحمة اللّه تعالى علیه.

و أما فى الحدیث و الروایة فالجامع الوافی للفیض الکاشانى- رضوان اللّه تعالى‏ علیه-. ثم شرّفنى بالانخراط فى سلک رواة الدین، و الانسلاک فی سلسلة حمله الأحادیث الصادرة عن اهل بیت العصمة و الوحى، حیث اجازنى الروایة عنهم- علیهم السلام- بالإسناد الذى یروى عن مشایخهم الروائیة عنهم- علیه السلام- و سیأتى ذکر الإسناد فى هذه الصحیفة.

و أما فى الریاضیات و علم الهیئة فرسالة الملّا على القوشجى فى الهیئة بالفارسیة، و شرح القاضى زاده الرومى على الملخص فى الهیئة من مؤلفات محمد بن محمود الخوارزمى الجغمینى المعروف بشرح الجغمینى، و الاستدراک على تشریح الأفلاک للشیخ البهائى من مؤلفات الأستاذ، و کتاب الأصول المشهور بأصول اقلیدس الصوری بتحریر المحقق الناقد الخبیر الخواجه نصیر الدین الطوسى من البدو إلى الختم و هى خمس عشرة مقالة فى الحساب و الهندسة مبرهنة مسائلها کلها بالبراهین القاطعة الریاضیة، و أکرمانالاؤوس و کذا اکرثاوذوسیوس فى المثلثات الکرویة و الأشکال الکریة المبرهنة مسائلها بالبراهین الریاضیة کلاهما بتحریر المحقق المنوّه بذکره، و شرح العلّامة الخفرى على التذکرة فى الهیئة للمحقق الطوسى المذکور و هو شرح استدلالى على مسائل علم الهیئة. و التذکرة المذکورة و ان کان قد شرحها الفاضل العلامة الملا عبد العلى البیرجندى ایضا، و کذا العلامة حسن بن محمد النیسابورى صاحب غرائب القرآن فى التفسیر و غیرهما من أعلام العلم، و لکن الشرح الذى هو کتاب درسى انما هو شرح الخفرى لرزانته العلیا و رصانته القصوى. و بعد تعلم شرح الخفرى على التذکرة و التسلط علیه أمر الأستاذ بتعلّم الزیج البهادری و هو اتم الزیجات و أدقها و أجدّها، و قد وفّقنا اللّه سبحانه بأخذه عن الاستاذ و التعلم عنده مبرهنا جمیع مسائله من البدو إلى الختم فى مدة اربع سنین و قد تبحّرت بالغوص فى مسائله على غایة تمهّرت على استخراجه و شرحته شرحا کاملا لم یطبع بعد. و قد استخرجت عنه تقاویم تسع سنین و قد طبعت و نشرت. و بعد التسلّط على الزیج البهادری أمر الأستاذ- روحى فداه- الى تعلم الکتاب الکبیر المجسطى لبطلیموس القلوذی بتحریر المحقق الطوسى أیضا، و المجسطى هو دستور عظیم فی علم الهیئة، و أشرف ما صنّف فیه و هو المقصد الأقصى و المطلب الأعلى و نهایة النهایات لدراسة الهیئة الاستدلالیّة، کما أن شرح الخفرى المذکور و أکرثاوذوسیوس، و اکرمانالاؤس، و کتاب الکرة المتحرکة لأوطولوقس، بتحریر الخواجه الطوسى ایضا، و رسالة قسطابن لوقا فى العمل بالکرة ذات الکرسی. و نظائرها من المتوسطات، و اصول اقلیدس، و ما دونه فى الحساب و الهندسة و الهیئة من البدایات على مراتبها المعمولة عند أهلها.

و أما فى العمل بالآلات الرصدیة فالأسطرلاب و الربع المجیب على نحو الکمال. و معرفة الآلات التى ذکرت فى الکتب المذکورة أیضا.

و کان الاستاذ الشعرانی- رضوان اللّه علیه- یولع النفوس المستعدة بأخذ العلوم جدّا، کما أنّه کان ولوعا بإحیاء النفوس المستعدة جدّا. و کان یتنفّر عن العطلة و ینفّر عنها. و لا أنسى أن یوما من أیام شتاء کانت السماء ثلجت ثلجا عظیما- و کنت یومئذ من محصّلى مدرسة المروی و قد انتقلت قبل ذاک، من مدرسة الحاج ابى الفتح الیها- و کان اکثر دروسنا فى بیته الشریف، فخرجت من الحجرة قاصدا إیّاه على تردّد و اقبال و إدبار، أقدّم رجلا و أأخّر أخرى، حیث إنّ النفس کانت تحدّثنى الإدبار عن الدرس فى یوم کذا، و العشق یحثّنى على الإقبال الیه، و بعد اللّتیّا و الّتى بلغت الى باب بیته المنیع و استحیت أن أدقّه، فمکثت برهة من الزمان خلف الباب المثلوج، و الثلج ینزل کالقطن المحلوج، تحرّضنى الوسوسة على الرجوع إلى المدرسة، و بالأخرة أخذت مدقّة الباب على استحیاء، و دققته دقّا واحدا خفیفا جدّا کالهمس، فوقفت انتظر الأمر فاذا فتح الباب فقیل من ورائه تفضّل. فدخلت على الأستاذ- روحی له الفداء- مع انفعال شدید حقا و هو- رضوان اللّه تعالى علیه- کان یکتب على دأبه، و بعد ما سلّمت علیه و جلست باذنه فی تجاهه أخذت أن أعتذر من فعلى الموجب للزحمة و الکلفة فی یوم کذا؛ فأجاب ناصحا بأن أهل الکدیة فى السّکک و حواشى الطرق، هل امتنعوا عن حرفتهم الیوم؟ قلت:

بل سوقهم فى نحو هذا الیوم الثلجى البارد حارّ شدیدا و رائج جیّدا. قال: إذا لم یکن أمثال هؤلاء أمسکوا عن حرفتهم، فنحن أولى بأن لانهمل آناتنا فى طریقتنا المثلى.

و من أساتیذى العظام فى الطهران هو العارف باللّه و الحکیم المتأله الجامع،

و الأدیب المتضلع البارع، مولاى العلّامة الشیخ محمد حسین الفاضل التونی- تغمده اللّه سبحانه برحمته، و رفع إلى ذرى جنّة الذات درجاته- فقد تلمذت عنده بتعلّم شرح العلّامة القیصرى على فصوص الحکم للشیخ الأکبر محیى الدین العربى، و قسمة من شفاء الشیخ الرئیس ابى على بن سینا.

و منهم الشیخ الجلیل المفضال و خدوم العلم و الکمال، و البارع فى العلوم العقلیة و النقلیة الحاج الشیخ على محمّد الشولستانی- رحمة اللّه تعالى علیه-. فقد تلمذت عنده بتعلّم اللآئى المنتظمة فى المنطق للمتأله السبزوارى.

و ایضا ممّن رزقنى اللّه سبحانه فى الطهران عن مئاد بهم العلمیة، هم أساتیذى العظام، مراجع الإمامیة، و اعلام الدین، و ارکان شعب العلم و أرباب الیقین، و معالم الهدى و معاقل العلماء و المسلمین الآیات الکبرى: الحاج المیرزا السیّد ابو الحسن الرفیعی القزوینى، و الحاج المیرزا احمد الآشتیانی، و الحاج الشیخ محمّد تقى الآملى- رفع اللّه المتعالى درجاتهم-. فعند العلامة القزوینى تلمذت خمس سنین و أخذت عنه العلوم العقلیة و النقلیة فقرأت عنده قراءة تدقیق و تحقیق مع تصفیة الفکر و تجرید الخاطر شرح العلامة محمد بن حمزة الشهیر بابن الفنارى على مفتاح غیب الجمع و الوجود لصدر الدین محمد بن اسحاق القونوى، المعروف ذلک الشرح بمصباح الانس. و الاجتهاد و التقلید من کفایة الآخوند الخراسانى فى الأصول على نحو الخارج عن السطح. و قسمة معظمة من اسفار صدر المتالهین، و مسائل الطهارة و الصلوة و الإجارة فى الفقه من العروة الوثقى للفقیه السید محمد کاظم الیزدى. على نحو البحث المتعارف عن خارج السطح.

و کان الأستاذ القزوینی فى تبحّره و تغلغله بفکره الناصع و نظره الثاقب و حافظته القویة و ذکائه الشدیدة، فى جمیع شعب المعارف الحقة الإلهیة معروفا عند أجلّة علماء الدین، کما کان ببیانه البلیغ البارع وجودة سلیقته فى تفهیم الحقائق و تقریر المطالب العویصة مثلا سائرا فى ألسنة الخواصّ. و لعمرى انه کان فى الکمالات الروحانیة و المعارف القرآنیة طود التحقیق و التفکیر. و هو- رضوان اللّه علیه- کان یصفنى بالفاضل الآملی، و یدعوننى و یسمّینى به. و کان یوصینى بل یأمرنى بعدم‏ المراجعة إلى آمل على سبیل الإقامة فیها. و قال لى مرة: أقسمک برأس جدّى الأطهر أن لا تقیم فى آمل فانى أخاف أن تصیر هناک ضائعا. و تشرفّت عند الأستاذ الآملی المنوّه بذکره بالبحث عن الخارج فى الفروع الفقهیة من المکاسب و غیرها.

و کذا له حق عظیم على تلمیذه الحقیر هذا، فى المعارف العقلیة. و عند الأستاذ الأفخم الربّانى سماحة الآشتیانى شفاء الشیخ الرئیس. و لکل واحد منهم حقوق روحانیة أخرى على تلمیذهم هذا.- جزاهم اللّه سبحانه عنّا خیر جزاء المعلّمین-.

نعم ان اللّه لا یضیع أجر من أحسن عملا. و فى کتاب فضل العلم من الکافى باسناده إلى حفص بن غیاث قال قال لى ابو عبد اللّه- علیه السلام-: من تعلّم العلم و عمل به و علّم للّه دعى فى ملکوت السماوات عظیما فقیل: تعلم للّه و عمل للّه و علّم للّه. « أصول الکافی» ج 1، ص 27، الطبعة المعربة.» و أشهد اللّه العلیم ان هؤلاء العظماء تعلموا للّه و عملوا لله و علّموا للّه.- علیهم صلوات اللّه و سلامه-.

و من فضل ربّى علىّ، أنّنى فی مدة اقامتى فى الطهران زهاء ثلاث عشرة سنة أو أکثر- مع اشتغالى بتحصیل العلوم من تلک المحاضر العلیة- کنت شاغلا ایضا بالتدریس و التعلیم فى المدارس الروحانیة على الدأب المعهود و السیرة الجاریة بین العلماء الروحانیین. فقد وفّقت بتدریس معالم الأصول، و مطوّل التفتازانى، و القوانین فى الأصول، و کشف المراد فى شرح تجرید الاعتقاد فى الکلام، و شرح المحقق الطوسى على اشارات الشیخ الرئیس فى الحکمة المشائیة، و شرح اللمعة فى الفقه، و ارث الجواهر فى الفقه، و اللآلى المنتظمة و الجوهر النضید و حاشیة الملا عبد اللّه الیزدى على التهذیب و شرح الشمسیة کلها فى المنطق. و الهیئة الفارسیة للقوشجى و شرح الجغمینى و تشریح الافلاک للشیخ البهائى و اصول اقلیدس و الزیج البهادرى کلّها فى الریاضیات من الهیئة و الحساب و الهندسة. و قد وفّقنى اللّه سبحانه بتعلّم لسان الفرنساویة ایضا.

و أما ما وعدنا من نقل مرقومة الأستاذ الشعرانی بما شرّفنى بقلمه الشریف فهو مایلى:

بسم اللّه الرحمن الرحیم بعد حمد اللّه تعالى على الآئه، و الصلوة و السلام على خاتم انبیائه و خاصة اصفیائه، فإنّ أولى الفضائل باستلزام التعظیم، و أحقّها باستیجاب التکریم هو ما یکون غایة وجود الإنسان الحصول علیه، و فائدة خلقه التحلّى به، و هو التزیّن بالعلم للقوة النظریة، و التزکى عن الرذائل للقوة العملیة، فإنّ الانسان امتاز بتین القوتین، و لم یمنحهما البارى باطلا و عبثا، قال تعالى‏ هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ‏. و قال‏ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَکَّاها (یعنى زکىّ نفسه) وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها. و لیس المراد علم الدنیا و تدبیرها، بل علم النفس و علم الآخرة لأن علم الدنیا أخسّ من الدنیا نفسها لأخسیة المقدمة من ذى المقدمة. ثم إنّ ممّن حقق الغایتین لنفسه، و لاق بان یتصف بحیازة المنقبتین لذاته هو مولانا الأجل الموفق نجم الدین، و نور الصبایة و مصباح العلم، و شمس الهدایة الشیخ الحسن الآملى المعروف بحسن‏زاده. فانه وفقه اللّه صرف شطرا من عمره فى تحصیل الکمالات الانسانیة و الفضائل النفسانیة. و قد سبرته و بلوته منذ عشرین سنة بل اکثر فلم أر فیه ما یشینه و یؤخذ علیه إلّا الجد و الاجتهاد، فجمع من علوم الدین جمیع ما یجب أن یعلمه علماء الدین.

و لم أره مرة واحدة یتأنف من علم واجب و إن کرهه الجهّال، أو یفتخر بالجهل، أو یتجاهل تقربا إلى العوام کما قد نرى من غیره. و لذلک تراه فاق أقرانه بعلم القرآن لفظه و معناه، و باطنه و ظاهره، و قراءته و رسمه و سائر ما یتعلق به. وفاق على غیره فى تتبع الأحادیث و ما یحتاج فیه من الأدب، و ضبط کلمات الکافى الشریف، و أعربه بما یتعجب منه و یعجز عنه اکثر الناس. ثم ان له یدا طولى فى علم النجوم و ما یتعلق به من الریاضی و له فى استخراج رؤیة الهلال و الکسوفین مهارة جربها من له علم بهذا الشان و رجحها على استخراج غیره. و أمّا العلوم الشرعیة العقلیة و النقلیة فهو فارس مضمارها، و أراه قادرا على استنباط الفروع من الأصول، و أجزت له أن یروى عنّى ما صحّت لى روایته. و الملتمس أن لا ینسانى من الدعاء. حرره الأحقر ابو الحسن المدعو بالشعرانى عفى عنه فى سنة 1393.

الصفیحة المبارکة بخط آیة اللّه العظمى، العلامة ذى الفنون، معلّم العصر الأستاذ الحاج المیرزا ابى الحسن الشعرانی قدس سرّه العزیز:

و أمّا صورة شجرة طوبى الطیبة الروائیة التى شرّفنى الاستاذ آیة اللّه العلامة ذوالفنون الشعرانی قدّس سره بها، المنتهیة بإسناده إلى مشایخ العلم و حملة الروایات و الأحادیث الصادرة عن أهل بیت الطهارة و العصمة و الوحى- صلوات اللّه علیهم-. و أرجو أن تکون من الشجرة الطیبة التى اصلها ثابت و فرعها فى السماء تؤتى أکلها کل حین باذن ربها فهى ما یلی:

بسم اللّه الرحمن الرحیم‏

الحمد للّه المفیض على الإطلاق، المتجلى على الأنفس و الآفاق. و الصلوة و السلام على خاتم النبیین محمد قطب الأقطاب و الناطق بفصل الخطاب، و آله أوعیة ام الکتاب، و اتباعه الأطیاب الأنجاب. و بعد فیقول احوج المربوبین حسن بن عبد اللّه الطبرى الآملی المعروف ب «حسن‏زاده آملى» و المدعو بلسان شیخه المجیز نجم الدین: هذه صورة شجرة طوبى الطیّبة الروائیة التى بها أباهى و ابتهج من حیث انتسابى الى حملة العلم و رواة احادیث آل طه و یس:

فإنّى أروى الصحیفة الکاملة السجادیة الملقبة بزبور آل محمد و انجیل أهل البیت، و جمیع روایات المعصومین- علیهم السلام-، عن شیخى و استاذی أبى الفضائل، معلم العصر، العلامة ذى الفنون، المفرد فی جمع العلوم، الزاهد الذی عزفت نفسه عن الدنیا و ما فیها فتساوى عنده حجرها و ذهبها، آیة اللّه الکبرى الحاج المیرزا ابى الحسن بن المولى محمد بن المولى غلام حسین بن المولى ابى الحسن الطهرانی، الشهیر بالعلامة الشعرانی- افاض اللّه سبحانه علینا من برکات انفاسه النفیسه القدسیة-، عن الشیخ العالم الفقیه المحدث الرجالی الشیخ محمد حسن الطهرانى صاحب الذریعة، عن المحدّث الماهر متتبع حفظة المتأخرین الحاج المیرزا حسین النورى، عن العالم المتفقّه المتبحر جامع العلوم العقلیّة و النقلیة الشیخ عبد الحسین الطهرانى، عن استاذ الفقهاء المتأخرین الشیخ محمد حسن صاحب الجواهر، عن السید الفقیه المتبحر السید جواد العاملى صاحب مفتاح الکرامة، عن شیخ الأصولین المشهور بالوحید الآغا محمد باقر البهبهانى، عن والده محمد الأکمل، عن المحدث البارع المتبحر محمد باقر المجلسى صاحب بحار الأنوار، عن السید الأدیب‏ اللغوى الفاضل و الحکیم الکامل جامع الفضائل السید علیخان المدنى الهندى الشیرازی، عن الشیخ الفاضل الشیخ جعفر بن کمال الدین البحرانى، عن الشیخ الفاضل الشیخ حسام الدین الحلبى عن الشیخ الأجلّ خاتمة المجتهدین و بحر العرفان و الیقین الشیخ بهاء الدین العاملى بالإسناد الذی نصّه فى أول کتابه الأربعین- رضوان اللّه تعالى علیهم أجمعین.

و ایضا بروایة صاحب البحار المجلسی عن العالم الجامع بین العقل و العرفان و النقل و الوجدان و الروایة و الدرایة مولانا محمد محسن الفیض الکاشانى صاحب الجامع الوافى عن استاذه استاذ الحکماء و الفلاسفة المتألهین محمد بن ابراهیم صدر الدین الشیرازى الشهیر بصدر المتألهین صاحب الأسفار، عن الشیخ المحقق بهاء الدین العاملى، عن والده العالم البارع حسین بن عبد الصمد الحارثى العاملى، عن السید حسین بن جعفر الحسینی الکرکی، عن الشیخ الجلیل على بن عبد العالى المیسى، عن الشیخ الإمام شمس الدین الجزینی المعروف بابن المؤذن، عن الشیخ ضیاء الدین على، عن والده السعید شمس الدین محمد بن مکّى المعروف بالشهید- قدس اللّه سبحانه اسرارهم الزکیّة. و الاجازات تنتهى نوعا إلى الشهید السعید محمد بن مکى- رضوان اللّه تعالى علیه-.

و ایضا بروایة صدر المتالهین الشیرازى عن السید المحقق اعلم المتأخرین جامع فضائل المتقدمین السید محمد باقر المعروف بالداماد صاحب القبسات، عن الشیخ العالم الفقیه المتبحر عبد العلى بن على الکرکى، عن والده الشیخ المحقق مروّج المذهب على بن عبد العالى الکرکی، عن الشیخ على بن هلال الجزائری، عن الشیخ الفقیه الزاهد ابى العباس احمد بن محمد بن فهد الحلّى الأسدى، عن الشیخ الفاضل مقداد السیورى عن مشایخه إلى الأئمة المعصومین- علیهم السلام-.

ثم إن طلیعة عدة آثارى المصنفّة مزدانة متلألأة بتقریظات الأستاذ العلامة الشعرانی- قدس سرّه العزیز- و أیم اللّه ما کنت مطّلعا علیها إلّا بعد نشر مطبوعاتها.

و لا أتعب القارى الکریم بنقل جمیعها و انما اکتفى بذکر بعض ما فاض من قلمه‏ الشریف حول شرحى على نهج البلاغة المسمى بتکلمة منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة؛ قال- رضوان اللّه علیه- فى عنوان المجلد الأول من التکلمة بعد التسمیة و التحمید و طائفة من إفاضات علمیة حول النهج و جامعى کلمات الوصى امیر المؤمنین على- علیه السلام- ما هذا نصّه:

... و لمّا اطلعت على اهتمام حضرة الفاضل الأدیب البارع العالم الجامع الحائز لقصبات السبق فى مضمار اکتناه الحقائق، و الفائز بالقدح المعلّى فى استهام العلوم و الدقائق، ذو الفکرة النقادة و الفطنة الوقادة اللوذعی الألمعی الحبر المؤتمن- الحاج الشیخ نجم الدین حسن الآملى الطبرى ضاعف اللّه قدره-، استبشرت به لما کنت أعرف من حذاقته و تتبعه و تبحّره فى العلم و اناته فى مقاساة العمل، و قد جربته سنین و عرفت دخلة أمره. فقد قرأ علىّ فنونا ممّا یهتمّ به غیره من المشتغلین، و مالا یهتمّ به لغموضه. و لم یکن یقصر على اصول الفقه کغیره فإن أبناء زماننا قاصروا الهمة یقنعون من العلم بأقل شى‏ء منه کالمقتصر على قدر الضرورة فى المیتة، و ترى کثیرا منهم لا یقتنون من العلوم التى ینسب إلى الشرع إلّا مسائل محدودة فی الأصول کالفرق بین المعنى الحرفى و الاسمى، و الصحیح و الأعم، و الترتب، و اجتماع الأمر و النهى، و مقدمة الواجب، و الفرق بین التعارض و الحکومة و الأصل المثبت و غیرها ممّا لا یجاوز عقد العشرة؛ و من الفقه مسألة بیع المعاطاة و الفضولى و الخیارات، و أمّا شیخنا المنوّه بذکره فلم یضنّ بوقته و لم یبخل بعمره بل صرفه فى العلوم الدینیّة و أتقنها فهو استاذ فى الأدب و اللغة، عارف بالقرآن و قراءاته و تفسیره، متقن لعلم الکلام و سائر العلوم العقلیة، ناظر فى الحدیث و الرجال و سائر ما یعدّه غیره فضلا و لا یعتدون به مع أن احتیاج الدین إلیه أشد و اکثر ممّا یحتاجون الیه فى کسب الشهرة و تحصیل عنوان الاجتهاد، و زاد على جمیع ذلک فقرأ علىّ مع العلوم الشرعیة کثیرا من الکتب الریاضیّة کالمجسطى و اقلیدس و شرح التذکرة و الأکر و غیرها. و أتقن العمل بالزیجات الجدیدة، و استخراج تقویم الکواکب و سیرها و ما یتعلق بها بالبراهین. و بالجملة فهو حرىّ بأن یتصدّى معالى الأمور، و نرجو منه أن یکمّل هذا الشرح بأحسن وجه و أجود طریق. و قد أصلح قبل ذلک بعض الکتب‏ و شرحها فأثبت مهارته. وفّقه اللّه لترویج العلم و الدین بمحمد و آله الطاهرین‏ « تکملة منهاج البراعة فی شرح نهج البلاغة» ج 1، ص 5- 6، الطبعة الأولى.».

هذا الذی نقلناه من عین ما نمّقه قلمه الشریف، هو نبذة ممّا أبانه فى حق تلمیذه الحقیر. و من خصائصه- رضوان اللّه تعالى علیه- أنه کان حرّا جدّا فی بیان الحق و إبانة الصدق کما أن آثاره المنیفة العلمیة أصدق شاهد على ذلک. و قلت له مرة- و کان مشتغلا بتحشیة الجامع الوافى للفیض، أو بتصحیح شرح المولى صالح المازندرانى و التعلیق علیه، و التردید منّى-: إن صدور الأکثر ضیّقة لا تسع أمثال هذه الحقائق العرشیة الجاریة من یراعة جنابکم، فلا ینجّر الأمر إلى أن یجرأ متقشف بذىّ جاهل هتّاک بالإساة إلى عالى حضرتکم کما هو دیدن الجهّال إلى المشایخ الذین هم فى ذرى معارف الإیقان؛ أفلیس الصواب أن یجرى قلم الأستاذ فى تحریر الحقائق على وجه یفهمه الأوحدى من الخواص؟ فقال لى:

لو کانت مخافة الغاغة و الجهلة موجبة لإمساک العلم لما وصل الینا علوم معاشر الماضین؛ و العالم لا یغلق باب العلم تقرّبا إلى الجهال أو مخافة منهم.

المهاجرة من دار العلم الطهران إلى قم المشرفة: ثم قیّض لنا اللّه سبحانه بقضائه المحتوم، و قدره المبرم، المهاجرة من حوزة دار العلم الطهران إلى قم المشرّفة.

و کان تاریخها یوم الاثنین الثانى و العشرین من شهر مهر الفرسى من شهور سنة 1342 ه ش، المطابق للخامس و العشرین من جمادى الأولى من شهور سنة 1383 من هجرة الخاتم- صلّى اللّه علیه و آله و سلم- ففى ورودى بقم شرعت بتدریس المعارف الحقة الإلهیة، و تعلیم الفنون الشریفة الریاضیة، و إلى الآن و هو زهاء اربع و عشرین سنة اکون على هذه الوتیرة المثلى، ذلک فضل اللّه یؤتیه من یشاء.

و ایضا عند ورودی بقم حضرت عدّة دروس فقهیة فى محاضر مشایخها الى بضع سنین، حرصا على العلم. کما أدرکت عند الورود بقم عالى حضرة الراقی إلى ذرى المعارف القرآنیة، و السامى إلى أسنمة النحائت الانسانیة، و النائل بالذروة العلیا من الاجتهاد فى العلوم العقلیة و النقلیة، علم العلم و العمل، و طود التحقیق و التفکیر، فخر الاسلام، صاحب التفسیر القویم العظیم المیزان، العارف المکاشف الربانى، و الفقیه الصمدانى، و العالم بالریاضیات العالیة من الهیئة و الحساب و الهندسة، الاستاذ الاکبر، معلّم الأخلاق و مکمّل النفوس الشیّقة الى الکمال آیة اللّه العظمى السید محمد حسین الطباطبائى- قدّس اللّه نفسه القدسیة و أفاض علینا من برکات انفاسه النفسیة- کما أیّدنا من فضله الجسیم بالاستفادة من محضره القدسى طول سبعة عشر عاما، فقرأنا عنده کتاب تمهید القواعد لصائن الدین على بن ترکة و هو شرح شریف على قواعد التوحید لأبى حامد ترکة. و قد تمّ قراءته تدریسا و تدرسا فى لیلة الجمعة الثانیة عشرة من شعبان المعظم من شهور 1386 ه ق. ثمّ کتاب البرهان من منطق الشفاء للشیخ الرئیس. و کان تاریخ شروعه شهر شعبان المعظم من شهور 1386 ه ق. المطابق لشهر آذر الفرسى من 1345 ه ش.

ثم المجلد التاسع من أسفار صدر المتالهین بالطبع الجدید و هو أول الباب الثامن من کتاب النفس إلى آخره. و قد تمّ قراءته کاملة فى یوم الأحد الثالث و العشرین من شعبان المعظم من شهور 1387 ه ق، المطابق لخامس آذر الفرسى من 1346 ه ش. ثم کتاب التوحید من بحار المجلسى و کان تاریخ شروعه لیلة الخمیس الرابعة عشرة من شوال المکرم من شهور سنة 1394 ه ق. ثم المجلد الثالث من البحار بأسره فى المعاد و مسائل أخرى یحتویها. و هى کما عنون فى فهرسه: فى العدل و المشیة و الإرادة و القدر و القضاء و الهدایة و الإضلال و الامتحان و الطینة و المیثاق و ما یتبعها و التوبة و علل الشرائع و مقدمات الموت و أحوال البرزخ و القیامة و أهوالهما و الشفاعة و الوسیلة و الجنة و النار. ثم ممّا استفدنا من محضره القدسى التحقیق حول العلم بشعبه و البحث عن الواجب سبحانه و صفاته. و تفسیر الآیات القرآنیة و التنقیب فى العقائد الحقة الجعفریة و لعمرى إنّ أهمّ ما کان یبهّج الجوهر العاقل فى محضره الشریف هو ما کان یلقیها من أصول علمیة و أمّهات عقلیة کل واحد منها باب ینفتح منه ابواب أخرى. و أیم اللّه أن محضره الروحانى کان یفیض منه العلم و العمل، حتى أن سکوته کان نطقا یحاکى هیمانا ملکوتیا. کان رحمه اللّه مراقبا جدّا کانک ترى أنّ قول صادق آل محمد-صلوات اللّه علیهم اجمعین-: القلب حرم اللّه فلا تسکن فى حرم اللّه غیر اللّه. صار عجینا فى سرّه. و لتلمیذه الحقیر هذا، قصیدة نونیة فارسیة یرثیه بها، مطلعها:

صبا به کوى عزیزان روضه رضوان‏

 

سلام ما به حضور عزیز ما برسان‏

حضور قدسى قدیس عیسوى مشرب‏

 

که مرده زنده نمودى به حکمت و عرفان‏

     

الى آخرها کما فى دیوانی‏ « الدیوان» للراقم، ص 124- 126، الطبعة الأولى.».

ثم ممّن اعتکفت فى عتبته العلیا التى تنسّم روحى بروح الحیوة فیها، فأحیا نفسا کانت تعدّ فى الأموات فاخرجها إلى النور من الظلمات، هو زبدة العلماء العاملین، و عمدة العرفاء الشامخین، العارج إلى مطالع الیقین، الحکیم المتفقه و الفقیه المتأله، الاستاذ العلامة المکاشف و بحر المعارف، مولاى الحاج السید محمد حسن الإلهى الطباطبائى التبریزى أخو العلامة الاستاذ الحاج السید محمد حسین الطباطبائى التبریزى المنوّه بذکره آنفا. و الأخوان- رضوان اللّه تعالى علیهما- کانا زمیلین فى اکتساب جمیع الفنون العلمیة و آداب السلوک العرفانیة القرآنیة. و حقّ هذین العلمین علیّ عظیم- جزاهما اللّه خیر جزاء المعلّمین-. و قلت فى رثاء السید الأستاذ العلامة محمد حسن الإلهى الطباطبائى، بالفارسیة:

امروز مرا چون شب تار است به دیده‏

 

کز خار غمى در دل زارم بخلیده‏

     

الى آخر الابیات المرقومة فی دیوانی‏ « الدیوان» للراقم، ص 131، الطبعة الأولى.».

و من العطایا الجزیلة التى وهبنیها ربّى المنعم المکرم أن وفّقنى بالاستضاءة من مصباح الیف الحروف العالیات، و الاستنارة من مشکوة حلیف الکلمات التامّات، العالم الوفىّ الزکى التقى، صاحب الخط الصبیح الممتاز کصباحة سرّه الصافى عن الأغیار، دوحة شجرة القرآن و العرفان و البرهان، نجل صاحب الکرامات و خوارق العادات العالم الکامل المکمّل المکاشف آیة اللّه العظمى الحاج السید على القاضى التبریزى، مصداق الولد سرّ أبیه أعنى به الحجة السیّد مهدی القاضى استاذى فى علوم الأرثماطیقى- رحمة اللّه تعالى علیه-. فقد تشرفت‏ فى عالى حضرته القدسى زهاء اربع سنین أو اکثر لتعلّم علوم الأرثماطیقى، و هو- قدس اللّه سرّه- قد بذل جهده فى التعلیم و له علىّ حق عظیم.

و أیم اللّه لا یفى القلم و اللسان بأداء شکر معشار ما أحسن بنا هؤلاء المشایخ العظام و ان کان علة العلل و المفیض على الإطلاق اللّه ربّ العالمین و الحمد للّه رب العالمین.

ثم کما قال الحکماء: «إن لم تشغل نفسک فهى تشغلک»، فبفضل ربى و عونه واجب الوجود و مفیض الجود صنّفت عدة کتب و رسائل بعضها متحلّیة بحلیة الطبع، و فیها ما طبعت غیر مرة؛ و بعضها لم تطبع بعد. و کذلک صحّحت بعض الکتب طبعت مع تعلیقاتى علیها. و أمّا ما طبعت فهى مایلى:

1- تصحیح نصاب الصبیان مع مقدمة و تعلیقاتى علیها. و هو أول أثر صدر من قلمى، کما هو أول صحیفة اشتغلت بتعلّمها من بدء ورودى فى المدرسة الروحانیة. و هذا الأثر مزدان بتقریظ الاستاذ العلّامة الشعرانى- رضوان اللّه تعالى علیه-.

2- تصحیح خزائن النراقى مع تعلیقاتى علیها و مقدمة.

3- تصحیح کتاب کلیلة و دمنة بترجمة الأدیب الأریب نصر اللّه المنشى بالفارسیة مع تعلیقاتى علیها، و مقدمة، و ترجمة بابین منه بالفارسیة و هما لم یترجما قبل. أحدهما باب الحمامة و الثعلب و مالک الحزین، و ثانیهما باب ملک الجرذان و وزرائه.

4- تصحیح اصول الکافى لثقة الاسلام الکلینى، مع إعراب الأحادیث و تعلیقات منّى فى مجلدین.

5- شرح نهج البلاغة بالعربیّة، المسمى بتکلمة منهاج البراعة فى شرح نهج البلاغة فى خمس مجلّدات.

6- تصحیح خلاصة المنهج فى تفسیر القرآن الکریم للمفسّر المولى فتح اللّه القاشى، فى ست مجلّدات.

7- استخراج جداول التقویم لتسع سنین.

8- الف نکتة و نکتة بالفارسیة (هزار و یک نکته).

9- الانسان الکامل من منظر نهج البلاغة بالفارسیة (انسان کامل از دیدگاه نهج البلاغة).

10- معرفة النفس. و هى خمسة و خمسون و مائة درس بالفارسیة (دروس معرفت نفس).

11- دیوان الأشعار.

12- الهى نامه.

13- مجموعة المقالات تحتوى ثمانى مقالات.

14- الانسان و القرآن بالفارسیة (انسان و قرآن).

15- الوحدة من منظر العارف و الحکیم (وحدت از دیدگاه عارف و حکیم).

16- نهج الولایة.

17- انّه الحق.

18- الثلاثون فصلا فى الدائرة الهندیة (سى فصل در دائره هندیه).

19- تصحیح رسالة القضا و القدر للعلامة الأجل محمود بن محمد دهدار مع تعلیقاتى علیه و مقدمة.

20- تعیین سمت قبلة المدینة باعجاز رسول اللّه- صلّى اللّه علیه و آله و سلم-.

21- المیل الکلّى (من امهات المسائل الهیویة).

22- الظل الریاضى (تانژانت بالفرنساویة).

2/ 22- تکسیر الدائرة (من أمّهات المسائل الهندسیة).

3/ 22- المطالب الریاضیة.

23- حول الفنون الریاضیة.

من العدد الخامس عشر الى الثالث و العشرین، احدى عشرة رسالة طبعت فى مجلد واحد موسوم باحدى عشرة رسالة فارسیة (یازده رساله فارسى) و کل واحد منها طبعت غیر مرة على حدة، بل عدة منها جمعا و فرادى أیضا.

24- الولایة التکوینیة. (مطبوعة أیضا).

25- العرفان و الحکمة المتعالیة.

26- شرح رسالة الاستاذ العلامة القزوینى فى اتحاد العاقل بالمعقول، على هیئة تعلیقات. (مطبوعة)

27- تعلیقات على مصباح الانس لابن الفنارى، موسومة بمشکوة القدس على مصباح الأنس.

28- نور على نور فى الذکر و الذاکر و المذکور بالفارسیة (نور على نور در ذکر و ذاکر و مذکور) (مطبوعة).

29- خیر الأثر فى الردّ على الجبر و القدر بالفارسیة (خیر الأثر در ردّ جبر و قدر) (مطبوعة).

30- تصحیح طبیعیات الشفاء.

31- دروس معرفة الوقت و القبلة (مطبوعة).

32- رسالة فى لقاء اللّه تعالى.

33- رسالة حول الرؤیة.

34- فصل الخطاب فى عدم تحریف کتاب رب الأرباب.

35- رسالة فى الامامة.

36- اضبط المقال فى ضبط أسماء الرجال.

37- رسالة فى تعیین البعد بین المرکزین. (رسالة هیویة).

38- رسالة فى الصبح و الشفق.

39- رسالة فى نفس الأمر.

هذه الرسائل الثمان من العدد الثانى و الثلاثین الى التاسع و الثلاثین کلّها حرّرت بالعربیة و طبعت فى مجلد واحد جمعا باسم ثمان رسائل عربیة. و قد طبعت فرادى ایضا.

40- نصوص الحکم على فصوص الحکم. شرح فصوص الفارابى.

41- کتاب دروس اتحاد العاقل بالمعقول بالفارسیة. و هو الکتاب المنتخب (کتاب العام) من شعبة الحکمة و العرفان فی الدورة الثالثة (1364 ه ش) من لجنة التعریف بالکتب المنتخبة کلّ عام تحت إشراف وزارة الإرشاد فی ایران الاسلامی.

42- تصحیح کشف المراد فى شرح تجرید الاعتقاد مع تعلیقات مناعلیه بالعربیة.

43- تصحیح مکاتبات الآیتین السید احمد الکربلائى، و الشیخ محمّد حسین الغروی الاصفهانى فى بیان بیتین من الشیخ العارف العطّار.

44- وجیزه فى ترجمان الأستاذ العلّامة الطباطبائى.

45- تصحیح گلستان للشیخ الأجل السعدى.

46- مائه کلمة بالفارسیة (صد کلمه در خودشناسى).

و أما الکتب و الرسائل التى لم تطبع بعد فهى مایلى:

47- تصحیح نهج البلاغة، مع ذکر طائفة من مصادر خطبه و رسائله و حکمه و مستدرکاتها، و قد طبعت مقدمة المصادر فى جریدة تراثنا (العدد الخامس- السنة الأولى 1406 ه ق).

48- تصحیح الهیات الشفاء مع تعلیقاتى علیها. بالعربیة.

49- تعلیقاتى على کتاب النفس من الشفاء. و صحّحت الشفاء من إلهیاته و نفسه، و علّقت علیه تعلیقات بالعربیة مدة ثمانى سنین من تدریسنا إیاه فى الحوزة العلمیة من قم المشرفة.

50- تصحیح الأسفار الأربعة لصدر المتألهین فى الحکمة المتعالیة مع تعلیقاتى علیها من البدو إلى الختم دورة کاملة. و قد صحّحتها و علقت تعلیقاتى علیها بالعربیة- المسماة بمفاتیح الأسرار لسلاک الأسفار- فى مدّة اربع عشرة سنة کنت مشتغلا بتدریسها فى الحوزة العلمیة قم. و کان یوم الشروع فى تدریسها و تصحیحها یوم الاثنین التاسع و العشرین من رجب الأصبّ من شهور سنة إحدى و تسعین و ثلاثمائة بعد الألف من الهجرة المطابق للتاسع و العشرین من الشهر السادس من سنة خمسین و ثلاثمائة بعد الالف من الهجرى الشمسى؛ و ختم التدریس و التصحیح لیلة الثلثاء السابعة من شهر اللّه المبارک من سنة خمس و اربعمائة بعد الألف من الهجریة القمریة المطابق للسابعة من الشهر الثالث من سنة اربع و ستین و ثلاثمائة بعد الألف من الهجریة الشمسیة.

51- تصحیح شرح المحقق نصیر الدین الطوسى على اشارات الشیخ فى الحکمة المشائیة مع تعلیقاتى علیه من البدو إلى الختم بالعربیة فى اربع دورات من تدریسنا إیاه فى الحوزة.

52- تصحیح تمهید القواعد فى شرح قواعد التوحید فى العرفان باللّه مع تعلیقاتى علیه بالعربیة فى مدة اربع دورات من تدریسنا إیاه فى الحوزة.

53- تصحیح شرح العلامة القیصرى على فصوص الحکم للشیخ الاکبر محیى الدین العربى فى العرفان مع تعلیقاتى علیه بالعربیة فى مدة تدریسنا اربع دورات فى الحوزة.

54- شرح فصوص الحکم للشیخ الاکبر بالفارسیة.

55- شرح اکرمانالاؤوس فى المثلثات الکرویة بالعربیة، و تصحیحها.

56- تصحیح اصول اقلیدس فى الحساب و الهندسة بتحریر المحقق الطوسى مع تعلیقاتى علیه بالعربیة فى أمد اربع دورات من تدریسنا إیاه.

57- تصحیح اکرثاوذوسیوس فى الأشکال الکریة بتحریر المحقق الطوسى مع تعلیقاتى علیه بالعربیة.

58- شرح باب التوحید من حدیقة الحقائق للعارف الشاعر السنائى الغزنوى بالفارسیة.

59- تعلیقات على العروة الوثقى مع مسائل فرعیة فقهیة بالعربیة.

60- تعلیقات على اللآلى المنتظمة فى المنطق للمتألّه السبزواری بالعربیة المسمّاة ب نثر الدارى على نظم اللآلئ. « قد طبعت أخیرا.»

61- رسالة فى الرؤیا.

62- الشرح على الزیج البهادرى.

63- تصحیح کتاب المساکن لثاوذوسیوس بتحریر الخواجة المحقق الطوسى مع تعلیقاتى علیه بالعربیه.

64- رسالة فى المثل الإلهیة.

65- تصحیح شرح المولى عبد العلى البیرجندى على الزیج الالغ بیکى مع تعلیقاتى علیه.

66- رسالة فى الجعل (من المسائل فى الحکمة المتعالیة) « قد طبعت أخیرا.».

67- التعلیقة على رسالة تحفة الأجلّة فى معرفة القبلة تالیف العلامة المعاصر حیدر قلى الشهیر بسردار الکابلى.

68- رسالة فى مناسک الحج.

69- تصحیح شرح الملا عبد العلى البیرجندى على رسالة عشرین بابا فى الاسطرلاب تالیف المحقق الطوسى مع تعلیقاتى علیه.

70- رسالة فی اثبات عالم المثال.

71- التعلیقات على الأبواب الثمانیة من مطوّل التفتازانى فى علم المعانی بالعربیة.

72- رسالة فى السیر و السلوک.

73- تصحیح کتاب الدر المکنون و الجوهر المصون فى علم الحروف تألیف الشیخ الأکبر محیى الدین، مع تعلیقاتى علیه.

74- رسالة فى تفسیر آیة العرض (انا عرضنا الأمانة، الآیة).

75- مصادر أشعار الدیوان المنسوب الى الوصى امیر المؤمنین على علیه السلام.

76- تصحیح التذکره فى المبدأ و المعاد تالیف الخواجه نصیر الدین الطوسى مع تعلیقاتى علیها هى کالشرح علیها. و التذکرة هذه تعرف به آغاز و انجام.

77- رسالة فى العلم.

78- تصحیح مجسطى بطلیموس مع تعلیقاتى علیه، و تصحیح شرح نظام الدین النیسابورى علیه مع تعلیقاتى علیه، و کذا تصحیح شرح الریاضى محمد على من اصحاب مرصد الزیج المحمد شاهى علیه مع تعلیقاتى على ذلک الشرح.

79- رسالة فى بعض الشعب من الأرثماطیقى.

80- الکشیکل (مصغر الکشکول) باقتفاء کشکول الشیخ البهائی.

81- رسالة فى توقیفیة الأسماء. (توقیفیة اسماء اللّه الحسنى) المسماة بالکلمة العلیا فى توقیفیة الأسماء. « قد طبعت أخیرا.»

82- دروس علم الهیئة و سائر شعب الریاضى. « قد طبع أخیرا فی مجلّدین.»

83- مصادر ادعیه مفاتیح الجنان و مآخذها مع ترجمة طائفة ممّا فى المفاتیح.

84- گنجینه گوهر روان، (فى أدلة تجرد النفس الناطقة).

85- التعلیقات على رسالة القبلة تالیف الملّا مظفر الجنابذى.

86- شرح طائفة من اشعار الخواجه الحافظ الشیرازى.

87- التعلیقات على شرح الجغمینى فى الهیئة.

88- دروس معرفة الأوفاق فى علم الأوفاق.

89- تصحیح شرح العارف حسین الخوارزمى على فصوص الحکم للشیخ الاکبر مع تعلیقاتى علیه.

90- عیون مسائل النفس و شرحها المسمى بسرح العیون فی شرح العیون، و هو کتاب کبیر ضخم یحتوى ستا و ستین عینا فى مسائل معرفة النفس المعاضدة بالقرآن و البرهان و العرفان‏ « قد طبع أخیرا.».

91- شرح الأنماط الثلاثة الاخیرة من اشارات الشیخ الرئیس- فى البهجة و السعادة- و مقامات العارفین، و اسرار الآیات- بالفارسیة.

92- الرسالة المسماة بمفاتیح المخازن، بالعربیة.

93- رسالة فى التضادّ فى معنى قولهم: لولا التصادّ لما صحّ دوام الفیض من المبدأ الجواد.

94- من کیستم؟ (من أنا؟).

95- رسالة فى الاربعین.

96- ترجمة الجمع بین الرأیین للفارابى، بالفارسیة مع تعلیقات منّا علیها.

97- العمل الضابط فى الرابطى و الرابط « قد طبعت أخیرا ».

98- الحجج البالغة على تجرد النفس الناطقة.

99- النور المتجلّى فی الظهور الظلّی.

و کتب و رسائل أخرى بالعربیة و الفارسیة.

هذا ما تیسّر لنا أن نقدّم إلى سماحة الأستاذ السید حسن الأمین المحترم- أبقاه اللّه تعالى شأنه لإحیاء تراث العلم و أهله، آمین.

و أنا العبد حسن حسن‏زاده الآملى، یوم الأحد الثالث من رجب الأصبّ من شهور سنة 1408 ه ق- 2/ 12/ 1366 ه ش.

 

نظرات  (۰)

هیچ نظری هنوز ثبت نشده است

ارسال نظر

ارسال نظر آزاد است، اما اگر قبلا در بیان ثبت نام کرده اید می توانید ابتدا وارد شوید.
شما میتوانید از این تگهای html استفاده کنید:
<b> یا <strong>، <em> یا <i>، <u>، <strike> یا <s>، <sup>، <sub>، <blockquote>، <code>، <pre>، <hr>، <br>، <p>، <a href="" title="">، <span style="">، <div align="">