سرح العیون فی شرح العیون ، عین 28 عین فی ادراک النفس حقائق الأشیاء
عین فی ادراک النفس حقائق الأشیاء (28)
کج- و من تلک العیون المنیرة ادراک النفس حقائق الأشیاء. و ینجرّ البحث الى اتحاد النفس بالعقل الفعال، بل فنائها فیه.
قال صاحب الأسفار فی الفصل السابع من الطرف الاول من المرحلة العاشرة منه[1]: «إن مسألة کون النفس عاقلة لصور الاشیاء المعقولة من أغمض المسائل الحکمیة التی لم یتنقح لأحد من علماء الاسلام الى یومنا هذا، و نحن لما رأینا صعوبة هذه المسألة الخ».
أقول: و قد حررنا البحث عن مفیض الصور النوریة العلّمیة و فناء النفس فی العقل الفعال و حققناه فی الدرس التاسع عشر من کتابنا دروس اتحاد العاقل بالمعقول.[2] و فی کتابنا نثر الدراری على نظم اللئالی و هو تعلیقاتنا على اللئالی المنتظمة للمتأله السبزواری، و هذا البحث اعنی ادراک النفس حقائق الأشیاء، محرر فی تعلیقة على اول القیاس منه فراجع و قد اشرنا الیه و الى مواضع تحقیقه بالاجمال فی النکتة الأحدى و الخمسین و تسعمائة من الف نکتة و نکته.
و مما افاده العلامة القیصری فی المقام هو ما قاله فی آخر الفصل الثالث من مقدمات شرحه على فصوص الحکم: «بقدر ظهور نور الوجود بکمالاته فی مظاهره تظهر تلک الماهیات و لوازمها تارة فی الذّهن، و أخرى فی الخارج فیقوى ذلک الظهور و یضعف بحسب القرب من الحق و البعد عنه، و قلة الوسائط و کثرتها، و صفاء الاستعداد و کدره. فیظهر للبعض جمیع الکمالات اللازمة لها و للبعض دون ذلک، فصور تلک الماهیات فی اذهاننا هی ظلالات تلک الصور العلمیة، الحاصلة فینا بطریق الانعکاس من المبادی العالیة او ظهور نور الوجود فینا بقدر نصیبنا من تلک الحضرة لذلک صعب العلم بحقائق الاشیاء على ما هی علیه الا من تنور قلبه بنور الحق و ارتفع الحجاب بینه و بین الوجود المحض فانه یدرک بالحق تلک الصور العلمیة على ما هی علیه فی انفسها. و مع ذلک بقدر انیّته ینحجب عن ذلک فیحصل التمیز بین علم الحق بها و بین علم هذا الکامل. فغایة عرفان العارفین اقرارهم بالعجز و التقصیر، و علمهم برجوع الکل الیه و هو العلیم الخبیر»[3]
أقول: ما أفاده کلام بعید الغور جدا و تفسیره ینجر الى الاسهاب و الاطناب و الصواب أن نشیر الى بعض الاسرار المستجنّة فیه لمن هو من اهل الخطاب فنقول بعون ملهم الصواب:
قوله: «ظلالات تلک الصور العلمیة» أی الصور العلمیة فی الحضرة الآلهیة.
و قوله: «الحاصلة فینا»، مرفوع صفة الظلالات. و ظل الشیء یحاکیه و هو صنم و آیة له. و قد تقدم فی العین السادسة عشرة بعض الاشارات الیه.